أول جريمة اغتيال سياسيةٍ في مصر.. تفاصيل
ولد بطرس غالي نيروز باشا في 12 مايو 1846، لعائلة قبطية عريقة. كان والده غالي بك نيروز ناظر الدائرة السنية لشقيق الخديوي إسماعيل في الصعيد. تلقى بطرس غالي تعليمه في كلية البابا كيرلس الرابع، ثم التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية في القاهرة، وتخرج منها عام 1871.
بدأ بطرس غالي حياته المهنية في السلك الدبلوماسي، وعمل في عدة مناصب منها:قائم مقام وزير الخارجية مندوب مصر لدى الباب العالي ثم وزير الخارجية
وبصفته وزيراً للخارجية، صاغ ووقع اتفاقية الحكم الثنائي الإنجليزي المصري للسودان عام 1899. وكانت هذه الاتفاقية الخطوة الأولى نحو تقسيم السودان، حيث دخل الإنجليز السودان على حساب مصر.
كانت الاتفاقية بمثابة اعتراف بريطاني بالسيادة المصرية على السودان، ولكن في الواقع، كانت مصر مجرد شريك ضعيف في الحكم. كان الحاكم العام للسودان بريطاني الجنسية، وكان له السلطة الكاملة على جميع شؤون السودان.
وقد وجهت إلىه العديد من الانتقادات بسبب هذه الاتفاقية، حيث اتهم بمحاباة الإنجليز على حساب مصر.
كما وجهت إليه انتقادات أخرى بسبب سياساته المتعاونة مع الاحتلال البريطاني، مثل محاولته مد امتياز قناة السويس لصالح الاحتلال، وإعدام فلاحين دنشواي، وقانون المطبوعات.
كانت حادثة دنشواي من أشهر الأحداث التي ألقت بظلالها على فترة حكم بطرس غالي. في عام 1906، أطلق جنود بريطانيون النار على قرية دنشواي في مصر، مما أسفر عن مقتل فلاحة مصرية.
اعتقلت السلطات البريطانية 6 فلاحين مصريين بتهمة قتل الجندي البريطاني، وحكمت عليهم بالإعدام شنقاً. كان قائماً بأعمال وزير العدل في ذلك الوقت، وصادق على أحكام المحكمة.
أثارت هذه القضية موجة من الغضب في مصر، واعتبرها الوطنيون المصريون بمثابة جريمة حرب.
في عام 1910، اغتيل بطرس غالي على يد إبراهيم الورداني، وهو طالب مصري كان متأثرا بالحركة الوطنية ومعارضاً للاحتلال البريطاني.