قبائل و عائلات

قبيلة أولاد سعيد. متمسكين بعاداتهم رغم التحضر وعاشوا تحت سفوح الجبال

دعاء رحيل

بين المزارع التي تنوعت أشجارها من أشجار الزيتون والمانجو والنخيل وحقول القمح والشعير وطرق واسعة ومنازل مبنية على طرز معمارية مختلفة وخلفها سلاسل جبال الطور، توجد “قبيلة أولاد سعيد” إحدى قبائل جنوب سيناء بحاضر جديد يعتمد على الاستقرار والزراعة. بعد ما كان في الماضي ، كان عماده يسير تحت سفوح الجبال.

مساكنهم بيوت الشعر

وفي هذا السياق قال  “حميد” من قبيلة أولاد سعيد، أنه عاصر جميع مراحل تطور القبيلة، منوهًا إنه كأحد أبناء القبيلة تحتفظ ذاكرته بتسلسل نسبه وأجداده، لافتا إلى أنه ابن إبراهيم طعيمة سويلم محمد سليمان هيكل دخل الله عيد سلامه أبو علاج السيقى من عرب المساعيد وهو من قبيلة أولاد سعيد، مؤكًدا أنهم بعد العمل بالزراعة لسنوات عديدة والتي أصبحت توراث بين الأجيال صاروا مزارعين يجيدون بمهارة زراعة أصناف كثيرة من الأشجار، مؤكدا وهو يعود بذاكرته للماضى، إنهم قبل منتصف السبعينيات كانت حياتهم تختلف، حيث يتنقلون بين الوديان وسفوح الجبال، مساكنهم بيوت الشعر المكونة من نسيج شعر الماعز وصوف الغنم.

 

كما أوضح أن لديهم العديد من التقاليد الخاصة بهم وخاصة فير خلال شهر رمضان حيث يجمعهم الديوان لتناول طعام الإفطار البسيط المكون من منتجات ألبان الماعز والتمور، بينما فى العيد يبدأون فى معايدة بعضهم البعض بالتنقل بين البيوت مقدمين التهاني.

وأوضح حميد، أن حياتهم قبل التحضر كانت معتمدة على الماعز والأغنام، فهي توفر الطعام من حليبها ومن شعرها وصوفها ينسجون البيوت التي تأويهم، وكل هذا من صفحات الماضي كما يؤكد وحاليا، تغير الحال حيث يقيمون فى بيوت اسمنتية مشيدة وتتوفر لديهم كل مقومات الحياة،مشيرًا  أفراح الزواج كانت تقام تحت سفوح الجبال بيوت الشعر والمدعوين يحضرون سيرا على الأقدام، أو ظهور الإبل من مسافات بعيدة تصل لأكثر من 100 كيلو متر، ولسان حالهم يقول “الفرح بلا ناس ماهو فرح”، وهدية كل مدعو لصاحب الفرح هى رأس من ذكور الماعز أو الغنم لمساعدته فى مراسم زواجه، والذى بدوره يرده لمن قدمها له عندما تحل عنده مناسبة سعيدة، وتقام وليمة بحضور ومشاركة الجميع من المدعوين.

  إقامة سباقات تقليدية للهجن

كما قال سالم أبو جميع، أحد أبنا  قبيلة أولاد سعيد، إن من الأفراح التي نفتقدها الأن هي أفراح “الطهور”، ومراسمه بجمع الأطفال وحضور الطبيب المخصص بطهورهم وبعد إتمام العملية، تنطلق الأفراح، ويخصص لها أماكن فى ظلال أشجار السيال، حيث يحرص والد كل طفل على نحر ذبيحة ودعوة الأقارب إليها، وعندما يولد مولود جديد يطلقون عليه “ضيف الله” وبعد مرور أسبوع على ولادته يقوم ولده بتسميته، وتنحر عقيقته.

كما أشار “سالم”،  إلى أن أشهر مشاهد الأفراح قبل سابق، كانت  إقامة سباقات تقليدية للهجن، حيث يتسابق الهجانة فى استعراض مهاراتهم أمام بيوت من الشعر يستقبل فيه المدعوين،  منوهًا أن  الإبل كانت عامل رئيسي  في حياتهم ولا يزالون يحتفظون بها وبعد انتهاء حياة الترحال والاستقرار لم يتخلوا عنها، وبينهم من يشترى سلالات ويخوض منافسات السباقات ويحقق أرقاما باسم القبيلة التى اصبحت لها اسمها فى عالم سباقات الهجن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى