العرب البائدة.. كيف دمرت الريح العاتية قوم عاد؟
أميرة جادو
ارسل رب العزة السحابة السوداء إلى قوم عاد، فلما رأوها فرحوا واستبشروا ظنًا منهم أنها ستنزل عليهم المطر، ولكن أول من عرفت أن هذه السحابة هي ريح وليست مطرا هي امرأة من قوم عاد تسمى مهد، فصاحت أنها ريح ثم صعقت، ولما أفاقت سألها قومها ماذا رأيت يا مهد؟.. فقالت: رأيت ريحا فيها ما يشبه النار وأمامها رجال يقودونها، واعتزل سيدنا هود عليه السلام ومن آمن به في حظيرة في ذلك الوقت.
كيف هلك قوم عاد؟
روى ابن مسعود وابن عباس، إن الله عز سبحانه وتعالى أرسل ريح عاتية شديدة الهبوب على قوم هود عليه السلام، وذلك كما جاء في قوله تعالى، “سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا” صدق الله العظيم، وقد شبه الله تعالى قوم عاد بأعجاز النخل التي لا رؤوس لها وذلك لأن الريح كانت تجيء إلى أحدهم فتحمله فترفعه في الهواء ثم تنكسه على أم رأسه فيبقى جثة بلا رأس، وذلك كما ورد في قوله تعالى، “فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ” صدق الله العظيم.
واستمرت الريح العاتية على قوم عاد لمدة 8 أيام دون انقطاع، فلم يتبق منهم أحدا، فكانت تتتبعهم الريح حتى أنها كانت تدخل عليهم كهوف الجبال والغيران فتلفهم وتخرجهم وتهلكهم، وتدمر عليهم البيوت المحكمة والقصور المشيدة، فكما منوا بشدتهم وقوتهم حتى كانوا يتباهون ويقولون من أشد منّا قوة؟ سلط الله تعالى عليهم ما هو أشد منهم قوة وأقدر عليهم، وهي الريح العقيم العاتية.
وفي اليوم الثامن، أثارت الريح سحابة، فظن الباقون من قوم عاد أنها سحابة رحمة ومطر، ولكن أرسلها الله تعالى عليهم شررا ونارا، ليكون العذاب من أشد أنواع العذاب بالأشياء المتضادة، شدة البرودة مع عذاب النار.
دعاء الريح
وقال أبو بكر الطاهر عن ابن وهب عن عائشة رضي الله عنها قالت، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: “اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به”، قالت وإذا غيبت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سري عنه، فسألته عن ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لعله يا عائشة كما قال قوم عاد “فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا”.
والجدير بالذكر، روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن قبر سيدنا هود عليه السلام موجودا باليمن، بينما ذكر آخرون أنه موجودا بدمشق، ولكن لا توجد معلومة مؤكدة بمكان قبره حتى الآن.