قبائل و عائلات

وديان قبيلة الشرارات بالمملكة العربية السعودية…أبرزهم وادي السرحان

حاتم عبد الهادي

أن آخر ما حمل هذا الوادى من أسماء هو ( وادى السرحان ) والأسماء التى نعرفها عبر التاريخ هى :وادى السر ، خبت كلب ، خبت دومة ، وادى الأزرق ، وادى سرحان ، وادى النعيم ، وادى السرحان شماله بياض قراقر.. (1) قال الهمدانى : واما ذبيان فهى من أحد

البياض بياض قرقرة وهو غائط بين تيما وحوران لا يخالطهم الا طىء وقراقر بين كلب وذبيان وهو منهل ووسطه بطن السر يقول الشرارات بطن الوادى ، ويقول عدى بن الرقاع من عاملة قضاعة وهو حليف لبنى كلب :

فلما تجاوزنا الحصيدات كلها

وخلفنا فيها كل رعن ومخـرم

تخطين بطن السر حتى جعلنه

يلي الغرب سير المنتوى المتيم

وفى جنوبه عقدة الجوف ، يقول المتنبى :

وجابت بسيطة جوب الردا

بين النعام وبين المها

الى عقدة الجوف حتى شفت

بماء الجراوى بعض الصدى

ولاح لها صور والصباح

ولاح الشغور لها والضحى

ومسى الجميعى دئواؤها

وغاد الأضارع ثم الدنا .

 

 

وادى السرحان

ان اسم سرحان كاسم من أسماء هذا الوادى ، ويرجعون ذلك الى كثرة الذئاب التي ترد مياهه القريبة ، وقد يكون ذلك سبباً في تكاثرها في هذا الوادي ومعروف ان كنايته عند عامة البادية هو : (موالغ الذيابة) أي منهل الذئاب التي تحصل على مياهه دون عناء.

وقد ذكرته بعض الأطالس هكذا: ( وادي سرحان) إلا انني لم أجد في المراجع التاريخية مايشير الى هذا الاسم غير أن ماجاء بقصيدة لعدي بن الرقاع وهو من عاملة كلب أوجدت ترجيحاً آخر بحقيقة هذا الاسم حين جاء على ذكر (وادي الذئاب) ضمن وقوفه على بعض من المواقع المحاذية لوادي السرحان من ديار كلب ومن تلك شابك ، المعيين ،شهيب .

فلعل الأولى موارد الشبكة بالخنفة والثاني معي الطويل جنوب دومة الجندل والثالث شهيب وهي (شهيبات) شمال غرب الشبكة بنحو 30كيلو متر ، وتقول البادية إن شهيبات لاتبعد عن رأس المعي الجنوبي سوى 25كيلو متر تقريباً وقد حصروها بثمانية(فلوق) فقط . والفلوق هي الكثبان الرملية العالية الصعبة المسالك التي تبدوعلى شكل جبال طويلة من التلال الرملية ، وقد قال لي بعض المسنين ان بادية الشرارات تقول : أول المعي وآخر المعي نظراً لطوله ، وقد يكون لذلك أساس من التسمية حين جاء به الشاعر مثنى كقوله ( بالمعيين ) وقد تكون التثنية لكي لاينكسر البيت ، والقصيدة وردت في مجلة العرب ج9 /10 س22 الربيعان 1408هــ تحت عنوان قصيدتان لعدي بن الرقاع ، بقلم الدكتور حاتم الضامن.

قال عدي بن الرقاع العاملي :

طوت طلتي الى أرض قومي

وشجاها تقلبي واغترابى

وتمنّت أن يكــــونوا بـــــــا

بالمعيين أو بوادي الذئاب

بعدما حرت المياه وقضنا

والمنى ليس من أمور الصواب

لو تقدمت أمس كنت شفيعاً

وتأخرت أشهراً في العتاب

سوف يكفيك بعدهم إذ نأونا

سنمات قنـــاعيس كالهــضاب

طرفات إذا استبحن مكــــاناً

صــاح فيهن يافع كالغـــراب

حبشي يلاعب الســـقب منها

فـــرحــاً أن يعضه بالثيـــــاب

يمتطي كل صــــــعبة وذلول

سمن خــــــالد على الأصلاب

فـــــــــتراهن بدنــــاً رهلات

وارمات الشطوط غلب الرقاب

فرعت شـــــابكاً خبطن شهيب

حيث مج البيع ماء الســــحاب

وإذا بركت تــــلجـــــلج منها

ســــرر يقتحـــــمن حرّ التراب

في ديار العزيز من أرض كلب

بين أحياء عــــامر وجنـــــاب.

 

 

وادي النعيم :

من المعروف أن هذا الوادي قبل قرنين من الزمان كان يحمل اسم ( وادي النعيم ) وذلك ثابت لدى قبيلة الشرارات ومعمريهم ، وهناك بيت من الشعر يتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد يقول :

يـــــــاويل من يأكل الدهر فاطره

وهــــــــو خــــــــابراً وادي النعيم وراه

وآخر يقول :

مقيضها وادي النعيم وربعت

بفياض ليلى والطويل شتاها

ويقـــــــــــول المرحوم مشارع بن جعيري :

وادي النعيم افراشكم زل وظلال

ماله ثمن لو حط بيـــــه الملايين .

فقد أجمع سكان هذا الوادى ( الشرارات ) اجمعوا على ان ابل وماشية وادى النعيم فى مامن عن الدهر حتى فى ايام القحط ، وقد رأينا ذلك عندما مرت قبيلة الشرارات بسنوات الجفاف فى السبعينات الهجرية التى اودت بنسبة عالية من ممتلكات الشرارات الحيوانية ، أما الذين اعتصموا فى بطن هذا الوادى ومياهه القريبة لم يخسروا كثيراً ونرى قبيلة الشرارات فى الحقب الماضية عندما يرعون مناطق الرعى الأخرى خارج هذا الوادى وحين تنقضى فترة الربيع نراهم يتسابقون الى ( قفرة الوادى ) وأكثر ما تحدث فيه فى أيام القحط وقفرة الوادى وتعنى الرض المقفرة التى لم ترع بعد وذلك لفظة شائعة لدى عامة هذه القبيلة فالعشب يجف ومياه المطار تنصب وتبقى ( قفرة الوادى ) ومياهه القريبة حيث تصبح الملاذ الأخير حتى نزول المطار واخضرار الأرض .

من هنا يتضح : ان تسميته بوادى النعيم بدلاً من أسمائه الولى جاءت اسماً على مسمى .

الموقع :

يقع وادى النعيم أو السرحان فى الجزء الشمالى الغربى من الجزيرة العربية بمحاذاة الحرة الرجلاء من الجنوب . ويمتد من الأزرق داخل الحدود الأردنية حتى مورد ميقوع جنوباً ، وهو واد سحيق لا تجرى فيه المياه ، لكن تصب فيه مئات الأودية الآتية من الحرة والحماد شمالأ وأودية الصوان وبسيطة من الغرب والجنوب ، وقد شكلت هذه الكمية من الأودية الشديدة الانحدار على منخفض غابة واسعة من الأشجار متوسطة الارتفاع كالمصع والطرفة والغضا وأشجار حمضية صغيرة : كالدويد والفرس والضمران والقطف وأشجار أخرى ، وهذه السيول تتجمع فى مناطقه المنخفضة فتشكل أراضى سبخة عالية الملوحة كمبلج وادى باير،على غير بعيد من مدينة القريات الى الشرق وحضوضاً فى وسط هذا الوادى الذى تنتهى اليه مياه وادى الأعلى وأودية وروافد أخرى لتشكل هذه السبخة المالحة الصعبة المسالك والمعروفة عبر التاريخ بـ ( حضوضاً ) والتى تبعد عشرين كيلاً شمال مدينة طبرجل .

سكان هذا الوادى :

قلنا ان سكان هذا الوادى هم قبيلة الشرارات ويعنى ذلك أنهم امتداد لقبيلة كلب التى كانت تتركز على مناطق الشرارات الحالية فعلى أنقاضها قامت هذه القبيلة والحياة التى مرت بها هذه القبيلة وخلال وجودها فى مناطقها ومنها هذا الوادى ، ولم يطرأ على تلك المناطق سوى أنها أصبحت أقل فى جغرافيتها من الماضى كما أسلفت .

ومن عادة هذه القبيلة أنها تبدل أسماء المواقع بأسماء الأحداث التى مرت بها ، وبلاد الشرارات ملأى بالوقائع والأحداث التى خاضتها مع غيرها ومن شك بهذا القول فعليه أن يكلف نفسه عناء رحلة لا تدوم الا أياماً قلائل عبر بلاد الشرارات ومراعيها ، وعندها سوف يأتى على جبال وأودية و(تلاع) وخبارى و( طعوس ) سميت جميعها بأسماء من قتلوا فيها أو ماتوا نتيجة وباء أو دارت فيها معارك أحد أطرافها الشرارات فجاءت هذه التسمية لذلك الموقع من هذه القبيلة نفسها ، وتلك هى سمة من سماتها حيث استوطنت أسر من السرحان عيون القريات ( أثرى ، كاف ، منوه ) واجتاز آخرون هذا الوادى لستوطنوا بالجوف ، أما قبيلة السرحان كبادية فقد كان لها بعض المناوشات مع أهل هذا الوادى ( الشرارات ) الذين يرون ارتباطهم بمواردهم ومراعيهم كارتباط أهل المدن بمدنهم ، وأهل القرى بقراهم .

_______________

(1) تاريخ شرق الأردن وقبائلها ، ص 328 اللفتنت كولونيل فريدريك ج بيك .

(2) مجارى السيول الضيقة وروافد الأودية .

(3) منخفض تتجمع فيه مياه الأنهار فتشكل طبقة رسوبية تحفظ الماء على السطح خلال فترة الشتاء .

(4) وفى اللغة ( دعص )والجمع ( أدعاص ) ما يبرز من الكثبان الرملية .

(5) الشرارات ( بنو مكلب ) حاتم عبدالهادى السيد.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى