عادات و تقاليد

عادات لم تنقرض عند القبائل الأفريقية.. ختان الذكور واحتفال البلوغ للفتيات

أميرة جادو

تتمسك العديدمن القبائل الإفريقية بالعديد من العادات والتقاليد لا مثيل لها في العالم، والتي تعتبر من أغرب العادات في العالم، ومن بين هذه الكنوز قبيلة “الهيمبا” التي تقطن في قلب القارة السمراء وتحمل معها طقوسًا خفية وممارسات فريدة من نوعها.

طقوس الختان وأسرار البلوغ

تستمر قبيلة الهيمبا في ممارسة الكثير من العادات التي قد تكون اختفت من العالم بأسره، ومنها طقس ختان الذكور الذي يتم إقامته عادة عند سن البلوغ، هذا الطقس يجرى جماعيًا، بالقرب من النار، ويتولاه الكاهن أو الساحر، وبعد الانتهاء من العملية، ويظل والد الصبيفي خارج حدود القرية لمدة ثلاثة أيام حتى يلتئم الجرح.

أما الفتاة، فلا تختن، بل يتم الاحتفال ببلوغها بزيارة بيت أجدادها، حيث تستقبل رفيقاتها وهن يحملن الهدايا، فرحًا بدخولها سن الإنجاب.

عمامة الزواج

لا يسمح بزواج الأقارب من جهة الأم في قبيلة الهيمبا، وإذا تم الزواج، تنتقل المرأة للإقامة في قرية زوجها، وتصبح فردًا منها، وتحترم عاداتهم ومحرماتهم.

وفيما يتعلق بمراسم الزواج، يحظى الشعر باهتمام خاص. العريس يخضع لطقس يدهن فيه شعره بالدهن الساخن ثم يلف بعمامة مخصصة تعرف بـ”عمامة الزواج”.

أما العروس، فتضع عقدًا تتوسطه “صدفة الخصب”، وتزين رأسها بقطعة من جلد البقر المقدس طلبًا لمباركة الأجداد.

وأي خطأ في تصفيف الشعر أثناء التحضير للزفاف يعتبر نذير شؤم قد يؤثر سلبًا على الحياة الزوجية قبل أن تبدأ.

الزعامة والموت والنار المقدسة

وفي السياق ذاته، يتولى أكبر رجال قبيلة الهيمبا سنًا قيادة العشيرة، وعند وفاته، يهدم منزله وتطفأ النار المقدسة التي فيه، ثم تشعل النار مجددًا في بيت الزعيم الجديد، وتقوم عائلة الزعيم المتوفى بإحياء طقوس دينية من خلال رقصات خاصة تمتد طوال ليلة الوفاة.

الورث من الأمهات فقط.. والموتى لا يرحلون

وعندما يموت الأب، يظل الأبناء في كنف عشيرة والدهم، لكنهم لا يرثون منه بل يرثون من أمهاتهم، فلا يسمح للابن بوراثة ماشية أبيه.

أما عن ديانة الهيمبا فهي توحيدية، وتقوم على عبادة الأجداد، ويعد الإله “موكورو” الكيان الأعلى في معتقداتهم، وقد أوصى بأن تمتلك كل عائلة نارًا مقدسة خاصة بها، تحرس من قبل شخص معين يعرف بـ”حارس النار”.

رالوح لا تموت.. والنار مقدسة

ومن معتقدات قبيلة الهيمبا، فإن الروح بعد الموت تتحول إلى كيان مقدس يناجيه الأحياء في أوقات الحاجة.

كما تعد  النار المقدسة وسيلة اتصال بين عالم الأحياء والأموات، حيث لا يغيب الموتى أبدًا، بل يصبحون قوة روحية فاعلة تشارك في حياة القبيلة وتبارك أعمالها، حتى أن لهم “حمرة لا تمس”.

البقرة.. دلالة الروح ومفتاح الطقوس

في قبيلة الهيمبا، ترتبط حياة الناس روحانيًا بالبقر، التي لها رمزية دينية عالية، وتعد وسيلة الميت للوصول إلى عالم الأجداد. يذبح البقر قرب الضريح تعبيرًا عن مكانة المتوفى وثروته.

وعند تولي زعيم جديد للقبيلة، يأتي ببقرة ويجز أذنها عند الضريح الواقع خارج القرية، ويهديها قربانًا للأرواح، ثم يسكب الحليب على التراب لمساعدة روح الميت في الوصول إلى مأواها بين الأجداد، وبعد الطقس، يعود إلى القرية ليرش النار ببعض الحليب، ويوزع ما تبقى على أبناء المتوفى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى