“الفريق جلال هريدي” الأب الروحي لقوات الصاعقة المصرية
كتبت شيماء طه
فقدت مصر واحدًا من أعظم رموزها العسكرية بوفاة الفريق جلال هريدي، مؤسس قوات الصاعقة المصرية وأحد أعلام العسكرية الحديثة. كان الفريق هريدي رمزًا للبطولة والإخلاص، وترك وراءه إرثًا خالدًا من الإنجازات التي ساهمت في بناء قدرات القوات المسلحة المصرية.
ارتبط اسمه منذ البداية بتأسيس قوات الصاعقة، حيث قاد أول دورة تدريبية لهذه القوات عام 1955 في منطقة “أبو عجيلة”، ما جعله يُلقب بـ”الأب الروحي” للصاعقة المصرية.
الفريق جلال هريدي وإنجازاته
لم يكن الفريق جلال هريدي مجرد قائد عسكري عادي، بل كان مؤسسًا لرؤية متكاملة لتطوير القوات الخاصة المصرية، التي أصبحت واحدة من أفضل القوات في العالم.
تأسيس قوات الصاعقة: بدأ هريدي مسيرته في بناء قوات الصاعقة من الصفر، حيث قاد أول تدريب عملي في “أبو عجيلة”، وأشرف على إعداد أول مجموعة من أبطال القوات الخاصة.
إنشاء “قلعة إنشاص”: لعب دورًا بارزًا في تأسيس المقر التاريخي لقوات الصاعقة المصرية في منطقة إنشاص، والذي أخرج أجيالًا من الأبطال المدربين على أعلى مستوى.
إستراتيجيات القتال غير التقليدي: ساهم الفريق هريدي في تطوير استراتيجيات العمليات الخاصة، التي ساعدت الجيش المصري على تنفيذ مهام دقيقة وصعبة، ما جعل الصاعقة المصرية قوة ضاربة في أي معركة.
التدريب والإنضباط: اهتم بتدريب الضباط والمجندين على أعلى مستوى، مع التركيز على القيم العسكرية والانضباط العالي، ما ساعد في ترسيخ العقيدة القتالية المتميزة لقوات الصاعقة.
تكريم وإنجازات: حصل الفريق جلال هريدي على العديد من الأوسمة والميداليات تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في خدمة الجيش والوطن.
نعي القوات المسلحة للفريق جلال هريدي
في بيان مؤثر، نعت القوات المسلحة المصرية الفريق جلال هريدي بكلمات حملت معاني التقدير والاحترام:
” تنعى القوات المسلحة المصرية ببالغ الحزن والأسى الفريق جلال هريدى ، مؤسس قوات الصاعقة المصرية، ورئيس حزب حماة الوطن، وأحد رموزها الوطنية الذين خلدوا أسمائهم فى صفحات التاريخ العسكرى المصرى. كان الفريق الراحل نموذجاً للتفانى والإخلاص فى خدمة الوطن ، ومصدر إلهام لأجيال متعاقية من رجال القوات المسلحة. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أسرته وذويه الصبر والسلوان.”
بصمة متميزة وإرثاً خالد
ترك الفريق جلال هريدي بصمة لا تُمحى في تاريخ العسكرية المصرية.
منذ تأسيس قوات الصاعقة، كان الأب الروحي لجميع أبطالها، وشكّل بعقيدته القتالية نموذجًا عالميًا يحتذى به.
لم تكن جهوده مقتصرة على تأسيس القوات الخاصة، بل امتدت إلى ترسيخ مكانتها كأحد أعمدة الجيش المصري الحديث.
برحيل الفريق جلال هريدي، تفقد مصر قائدًا عظيمًا، لكن إرثه سيبقى خالدًا في وجدان كل من خدم في صفوف القوات المسلحة، وأثره سيظل يلهم الأجيال القادمة.