الملكة نفرتاري: أسطورة الحب والجمال في مصر القديمة
كتبت شيماء طه
تُعد الملكة نفرتاري إحدى أعظم الملكات في تاريخ مصر القديمة، وقد حظيت بمكانة فريدة بين الملكات بفضل دورها المميز وعلاقتها الإستثنائية مع الملك رمسيس الثاني.
وُلِدت نفرتاري في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ويعني إسمها “الأجمل” أو “المحبوبة العظيمة”، وهو لقب جسّد حبها ورقيها في قلب ملك مصر .
نفرتاري ورمسيس الثاني: قصة حب خالدة
يُعتبر زواج نفرتاري من الملك رمسيس الثاني مثالاً إستثنائيًا على عمق الحب والتقدير الذي جمع بينهما، حيث أظهر الملك حبًا عميقًا لها، وخلّد اسمها بجانب اسمه في النقوش والتماثيل والمعابد.
كانت الملكة نفرتاري المفضلة لدى رمسيس الثاني رغم تعدد زوجاته، وقد كرّس لها معبداً بجانب معبده في أبو سمبل، وهو تكريم لا يُمنح إلا لعدد قليل من الملكات في تاريخ مصر.
أدوارها السياسية والدينية
لعبت نفرتاري دورًا مهمًا في الحياة السياسية والدينية بمصر القديمة، إذ كانت مستشارةً موثوقة للملك رمسيس الثاني، وأسهمت في تعزيز العلاقات الخارجية لمصر خاصة مع الإمبراطورية الحيثية، حيث لعبت دور الوسيط السياسي بين البلدين.
كما شاركت في الطقوس الدينية، إذ كانت تظهر غالبًا مرتدية تيجانها المزينة بريش النعام وعصا البردي، وهي رموز تشير إلى سلطتها ومكانتها الملكية المقدسة.
معبد نفرتاري في أبو سمبل: رمز التقدير والخلود
يعد معبد نفرتاري في أبو سمبل أحد أبرز الآثار التي خلدت جمالها ومكانتها.
يقع هذا المعبد بجانب المعبد الضخم للملك رمسيس الثاني ويُعرف باسم “معبد حتحور”، إذ تم تخصيصه للإلهة حتحور، إلهة الحب والجمال.
يتميز المعبد بتماثيل نفرتاري التي تتساوى تقريبًا في الحجم مع تماثيل الملك رمسيس، وهي إشارة إستثنائية إلى مكانتها.
تزيّن جدران المعبد برسومات متقنة تُظهر الملكة في طقوس دينية، وتُبرز جمالها وزينتها بملابس فاخرة وتاج مهيب.
جمال نفرتاري وسحرها الأبدي
إشتهرت نفرتاري بجمالها البارز الذي كان مصدر إلهام للكثيرين، حيث أظهر الفنانون جمالها في نقوش رائعة.
تُظهر الصور المحفورة على جدران معابدها وملابسها الفاخرة التي تعكس مكانتها كملكة وجمالاً يُحاكي الآلهة.
كانت نفرتاري تهتم بزينتها وتعتني بمظهرها، وهو ما جعلها تُصبح رمزًا للأنوثة والجاذبية.
وفاة نفرتاري وإرثها الخالد
رغم وفاتها قبل آلاف السنين، إلا أن الملكة نفرتاري تركت إرثًا خالدًا يروي قصة حياتها وحبها لرمسيس الثاني.
اكتُشفت مقبرتها في وادي الملكات عام 1904، وتُعد من أجمل المقابر المزينة في مصر، حيث زُخرفت جدرانها برسومات تحكي عن رحلتها الأبدية في العالم الآخر.
إن روعة هذه الرسومات والألوان الزاهية التي بقيت محتفظة بجمالها على مر القرون تعكس عظمة نفرتاري وتخلّد ذكراها في ذاكرة التاريخ
تمثل الملكة نفرتاري إحدى أعظم رموز مصر القديمة، إذ لم تكن مجرد ملكة جميلة، بل كانت رمزًا للحب والوفاء والقوة.
تعد قصتها مع رمسيس الثاني مصدر إلهام لكثيرين، ويظل إرثها مخلدًا في المعابد والنقوش التي تحكي عن حياتها وأدوارها.