قبائل و عائلات

“خولان” قبيلة يمنية قديمة.. تعرف على تاريخها وأقسامها

أسماء صبحي
“خولان” هي إحدى القبائل اليمنية القديمة، وقال علماء الآثار إنهم إحدى شعوب اليمن القديم لمعاصرة سبأ ومعين، وبلادهم هي من أجمل بقاع الأرض، ويوجد في اليمن قبيلتين باسم خولان، قبيلة خولان (الطيال/العالية) في مأرب وصنعاء والبيضاء وهم جزء من بكيل وقد جاء ذكرهم ّفي نقوش ملوك سبأ باسم “خولن” لأول مرة في القرن السابع قبل الميلاد، وقبيلة خولان (بن عامر/عمرو) في صعدة وعسير (السراة) المذكورة في نقوش ملوك همدان باسم ” خولن جددن” خولان الجديدة.
 

أقسام القبيلة

يوجد قبيلتين تحمل اسم خولان، قبيلة خولان في محافظة صنعاء ومأرب والبيضاء، وقبيلة خولان في منطقة صعدة وإقليم السراة (إقليم عسير).
 

خولان صعدة والسراة

يتحدث أبناء قبائل خولان في جبال السروات لغتهم الأم وهي لغة يمنية قديمة مهددة بالانقراض وينقسمون إلى 30 قبيلة وهم :
بني مالك
فيفا
بني منبه
الريث
سحار
بني جماعه
رازح
آل تليد
بلغازي
بنو معين
غمر
بني حريص
قيس
آل ثابت
هروب
منجد
بني ودعان
بنو مجهل
الصهاليل
العبادل
آل جابر
آل نخيف
ال سفيان
بني امشيخ
بنو احمد
ال الصهيف
حلفي
عبس (العزي والحقو)
جهوزي (بني زبيد – بني كرب – بني واس…)
 

خولان الطيال

وتضم 10 قبائل متفرعة منها، وهي:
 
جهم
بني شداد
بني جبر
بني ظبيان
بني سحام
بني بهلول
السهمان
بني الاْعروش
قروى
اليمانيتين العليا والسفلا
 

أخبار خولان العالية في الكتابات القديمة

ورد اسم خولان في كتابات قديمة كثيرة، فمن هذه الكتابات نص يخبر عن نشوب حرب في أيام ملوك سبأ، سقط منه اسم الملك، وسقطت منه كلمات عدة وأسطر أضاعت المعنى.
 
وقد شارك أصحاب هذه الكتابة في هذه الحرب، وعادوا منها موفورين سالمين، ويفهم من الكلمات الباقية في النص أن قبيلة خولان كانت قد ثارت على ملك سبأ، فجهز السبئيون حملة عسكرية عليهم، دحرت خولان، وتغلبت عليها، وحصل السبئيون على غنائم كثيرة.
 
وفي عهد الملك شمر الحميري حصلت معركة في تهامة في مكان إسمه “بيش” (محافظة بيش) في منطقة جازان وكان قائد الحملة ضابط برتبة مقتوى إسمه “أبو كرب” من قبيلة خولان وذكر أنه حارب قبائل عك و”سهرة” و”حرة”.
 
ثم سيرت حملة عسكرية أخرى من الخولانيون بقيادة مقتوى آخر من خولان إتجاه حريب في مأرب، ثم إتجه نحو منطقة خيوان قرب صنعاء ثم وادي أملح في صعدة ثم نحو عسير مرة أخرى.
 
وتقع صرواح عاصمة السبئيين ضمن نطاق بلاد خولان العالية، وقد ذهب (الويس شبرنكر) و(نيبور) إلى إن قبيلة خولان هي قبيلة حويلة، ولكن هناك صعوبات كثيرة يراها الدكتور جواد علي تحول دون قبول هذا الرأي.
 

أخبار خولان صعدة في الكتابات القديمة

وورد في نص معيني ما يفيد اعتراض جماعة غازين من الخولانيين لقافلة معينة كانت تسلك طريق معان التجاري، وقد أفلتت من أيدي الغزاة ونجت، وهناك نص آخر يشير حول تعرض الخولانيون والسبئيون لقافلة تجارية معينة في الطريق بين “ماون” “ماوان” و”رجمت” (رقمات).
 
وفي هذه الأخبار دلالة على نشاط الخولانيين في مناطق تقع شمال اليمن قبل الميلاد بأزمان، وأنهم كانوا من الذين يتحرشون بالطرق التجارية ويعترضون سبل المارة، كما يفعل الأعراب، ولعل هؤلاء الخولانيون كانوا من الأعراب المتنقلين أو من خولان الجديدة.
 
والاجدود هي قبيلة في خولان ذكرت في نقوش اقيال همدان باسم ” خولن جددن” خولان الجديدة، ويعتقد أن هذا الإسم كان يخص قبيلة الأجدود أو قسم من خولان صعدة وعسير وليس كلهم.
وبعد أن عاد الملك شمر من حملته العسكرية على حضرموت، شن حملة أخرى على المتمردين وقطاع الطرق في خولان الددن، أرض قبيلة الددن في بلاد خولان، وقد كلف الملك أحد ضباطه الخولانيين بأن يعسكر في مدينة صعدة (بهجرن صعدتم) وضع حماية بها ثم قام بقطع الطريق على بعض الددن وسنحان في وادي دفا، وقد نفذ القائد العسكري ما طلب منه.
 
ثم عاد الملك شمر فاصدر أمره بالهجوم على سهرتن وحرتن أي أرض قبيلة سهرة وحرت حيث سبق للملك بشن حملات عسكرية عليها، لا تزال سنحان تقطن في وادي دفا حتى اليوم، أما قبيلة الددن انقطع ذكرها.
 

اللغة

لا يزال افراد قبائل خولان في صعده وإقليم السراة (عسير) يتحدثون إحدي لغات اليمن القديم كلغة أم، وينقسمون إلى 20 قبيلة ولكل قبيلة لهجة خاصة، وأشهرها لهجة فيفا ولهجة بني مالك ولهجة منبه ولهجة رازح ولهجة بني جماعة، وتعتبر لغتهم مهمة جدًا لترجمة ولفهم بعض نقوش المسند.
 

الزي

الزي الشعبي في منطقة سراة خولان يتكون من قميص أزرق غامق أو أبيض وزرة سوداء ملقمة باللون الأزرق والإكليل وجنبية، وهو قريب من زي سكان مرتفعات اليمن وزي أهل تهامة قحطان، ويصنع الإكليل من النباتات العطرية.
 
ويوضع الإكليل على الرأس والطوق المعدني بكوع اليد كنوع من الزينة في ممالك اليمن القديم، وأصبح تقليد متوارث بين القبائل اليمنية، وكان أفراد قبائل خولان في السروات حتى خمسينيات القرن العشرين لا يزالون يرتدون الزي السبئي والذي هو عبارة عن الإزار والإكليل وطوق معدني بكوع اليد وهو اللباس الشائع في مملكة سبأ، وأيضًا بددان ومماليك اليمن القديم منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى