من “قنطرة السباع” إلى حي السيدة زينب.. قبلة السياحة الدينية ومزار محبي آل البيت

أميرة جادو
“حي السيدة زينب”، يذهب إليه كل من يبحث عن الراحة النفسية والبركة في الحياة يذهب إليه، كذلك من يحبون السياحة ومن يبحثون عن الفولكلور يذهبون إليه، فكل ما يتمناه الشخص يجده فقط في هذا المكان، والذي يعد من أهم وأشهر وأكبر المناطق السياحية في حنوب القاهرة، حيث أنه يجمع بين الأماكن الأثرية والأماكن الدينية لهذا فأطلق عليها “قبلة السياحة الدينية”.
«قنطرة السباع».. أسسها الملك بيبرس
كانت المنطقة التي تقع أمام مسجد السيدة زينب في السابق تعرف باسم “قنطرة السباع”، وقد أقام الملك الظاهر بيبرس المسجد ونصب عليه سبعة أشكال من الحجارة لأن شعاره كان على شكل سبعة. وفي كتاب “الانتصار” لابن دقماق، سميت هذه المنطقة بـ “القنطرة الظاهرية”. وقد كانت تقع في الخليج المصري وكانت معروفة باسم “قنطرة السيدة زينب”.
كانت القنطرة تتكون من قنطرتين، إحداهما تربط بين شارع الكومي وشارع السد، والثانية تربط بين شارع مراسينا وشارع الكومي. عندما قام الملك الناصر محمد بن قلاوون ببناء الميدان السلطان وكان يزوره بشكل متكرر، كان يستخدم تلك القنطرة. ولكن بسبب ارتفاعها الزائد، تم هدمها وإعادة بنائها بشكل أوسع وأقصر. تم الانتهاء من العمل في العام 735 هـ – 1325 م. وعندما تمت ملء الجزء الوسط من الخليج، اختفت القناطر.
بعد ذلك، أصبح حي السيدة زينب واحدًا من أشهر الوجهات السياحية على مر السنين، ويضم العديد من المعالم التي تجذب الناس إلى زيارته. ولا سيما مسجد السيدة زينب، الذي يجذب زواره للصلاة فيه وللاحتفال بمولد السيدة زينب الذي يقام سنويًا في شهر رجب. وليس الزوار محصورين في سكان القاهرة فحسب، بل يأتون من جميع المحافظات ومن مختلف البلاد.
أهم الأماكن السياحية بالسيدة زينب
ومن أهم الأماكن السياحية بالسيدة زينب، ما يلي:
1 – مدرسة السنية:
هي أول مدرسة أنشأت لتعليم الفتيات في مصر وتقع في شارع الكومي.
2 – مسجد ابن طولون:
وهو من المساجد الاثرية الشهيرة، أنشأه الوالي أحمد بن طولون والي مصر في عصر الدولة الطولونية ويعتبر ثالث جامع بني في مصر بعد مسجد عمرو بن العاص وأول جامع أنشِئ في عصر الدولة الطولونية، أنشأ أحمد بن طولون المسجد أعلى جبل يعرف باسم “جبل يشكر” وذلك بسبب أنه كان يخشى أن إذا حدث غرق أو حرائق في مصر أن لا يقع هذا الجامع نتيجة حرق أو غريق.
3 – شارع ضريح سعد:
هو أحد شوارع حي السيدة زينب، سمي بذلك الاسم نسبة إلى وجود بيت الامة الذي فيه دفن الزعيم المصري الخالد سعد زغلول، وفيه الضريح الذي دفن به وسمي باسم ضريح سعد زغلول، لذلك سمي الشارع باسم شارع ضريح سعد.
3 – شارع الناصرية:
هو أحد شوارع حي السيدة زينب، ويرجع سبب تسمية هذا الشارع بهذا الاسم لأنها كانت توجد بِركَة تسمى “البِركَة الناصرية” نسبة للسلطان الناصر محمد بن قلاوون، كانت تحيطها بيوت صغيرة، لكن مع بناء قصر عابدين وبداية عصر حكم الخديوي إسماعيل سكنها عدد من المسئولين بالدولة لقربها من قصرعابدين مقر الحكم وقتها.
4 – شارع خيرت:
هو أحد شوارع حي السيدة زينب، يقع بجوار شارع الناصرية، وقد سمي بذلك نسبة لـ عبيد الله خيرت الذي كان له قصرا في هذا الشارع، وهو جد الموسيقار عمر خيرت.
5 – شارع محمد عز العرب:
هو أحد الشوارع بحي السيدة زينب، كان اسمه في السابق “المبتديان”، يبدأ من شارع القصر العيني وحتى منطقتي “شارع الناصرية وشارع خيرت”، ويرجع تسميته نسبةً لوجود مدرسة المبتديان الثانوية التي كانت في البداية قصراً اسمه “البرديسي”، وكان هذا القصر “مسافر خانة” أي أنه كان معداً لاستقبال ضيوف مصر، ثم سمي باسم شارع الشيخ علي يوسف نسبة إلى الشيخ علي يوسف أحد رواد الصحافة في مصر، ثم سمي باسم محمد عز العرب وهو أحد المحامين بينما تم اطلاق اسم الشيخ علي يوسف على أحد شوارع حي المنيرة بالسيدة زينب.