تاريخ ومزارات

تعرف يوشع بن نون… النبي الذي حُبست له الشمس

وفتح بيت المقدس

تعرف يوشع بن نون… النبي الذي حُبست له الشمس وفتح بيت المقدس

 

في صفحات التاريخ الإنساني، يبرز النبي يوشع بن نون عليه السلام كشخصية محورية في مسيرة بني إسرائيل، حيث كان القائد الذي حقق النصر العظيم بفتح بيت المقدس، في واحدة من أبرز المحطات التاريخية التي تجسد الإيمان والثبات على الحق.

 

 

 

كان يوشع بن نون أحد المقربين من نبي الله موسى عليه السلام، ورافقه في العديد من الأحداث العظيمة. وذكره القرآن الكريم في قصة موسى مع الخضر، حيث كان الفتى الذي رافق نبي الله في رحلتهما لاكتساب العلم والحكمة.

 

 

 

وبعد وفاة النبي موسى عليه السلام، تولى يوشع بن نون قيادة بني إسرائيل، وكانت مهمته الأساسية هي إدخالهم إلى الأرض المقدسة بعد أربعين عامًا من التيه في صحراء سيناء. وقد واجه تحديات كبيرة، أبرزها فتح مدينة أريحا، التي كانت واحدة من أقوى المدن المحصنة في ذلك الوقت.

 

 

 

حاصر يوشع مدينة أريحا لعدة أشهر، حتى جاء اليوم الحاسم. وقبل أن تغيب الشمس، رفع يوشع يديه بالدعاء قائلاً: “إنتي مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ.” فاستجاب الله لدعائه، وتوقفت الشمس عن الغروب حتى تحقق النصر، ودخل بني إسرائيل المدينة مظفرين، واستعادوا بيت المقدس بفضل الله.

 

وقد أكد النبي محمد ﷺ في حديث صحيح هذه المعجزة، قائلاً: “إن الشمس لم تُحبس لبشر إلا ليوشع بن نون.”

 

 

 

استمر يوشع بن نون في قيادة بني إسرائيل، وحكمهم بكتاب الله وسنة موسى عليه السلام، حتى وفاته عن عمر يناهز 127 عامًا. وقد ظل اسمه مرتبطًا بالشجاعة والإيمان، حيث قاد قومه إلى النصر بعد سنوات من المعاناة والتيه.

 

 

 

وهكذا تظل قصة يوشع بن نون عليه السلام درسًا خالدًا في الثبات على الحق، والتوكل على الله، والإيمان بقوة الدعاء. فهو نموذج للقائد الذي لم يستسلم أمام العقبات، بل واجهها بيقين قوي، وكان مثالًا حيًا لنصرة الله لعباده الصالحين.

 

بهذا النصر العظيم، لم يكن فتح بيت المقدس مجرد انتصار عسكري، بل كان تأكيدًا على أن الإيمان الصادق بالله والعمل وفق توجيهاته هما مفتاح تحقيق المستحيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى